ظاهرة الاتجار بالبشر ( رؤية فقهية إسلامية معاصرة )

محتوى المقالة الرئيسي

إياد حميد إبراهيم

الملخص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين بنينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
تعرضت الإنسانية فيما تعرضت له في تأريخها الطويل إلى الحط من قيمة الانسان من افراد بني الانسان نفسه، فقسموا الحياة إلى أقوياء وضعفاء واغنياء وفقراء فتصرف الأقوياء في حق البسطاء والضعفاء وسخروهم لغاياتهم ومطامعهم.
ويأتي الإسلام ليرفع الضير عن هؤلاء الضعفاء، فقرر أنَّ الناس يولدون احراراً لأنها الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فإذا ما تعدى الناس حدود الفطرة سمحت لهم أنفسهم ان يستعبد بعضهم بعضاً وان يباع الانسان من التكاليف التي جاءت على خلاف طبعة، فاذا نفر الانسان- أو تثاقل – لمجرد أنها تقيده وتضبطه فنفوره من الذل والعبودية لابد ان يكون من باب أولى.
ولربما يتساءل البعض: هل من المعقول ان تطرح موضوعات هكذا ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين! ونظام الرق قد جُرمّ أواسط القرن التاسع عشر!.
والجواب: نعم لا نزال تعاني من رواسب ميراث الإنسانية القديم المتمثل في استرقاق البشر، فلا يخطرنَّ على بالٍ أن الرق نظام مهجور في العصور الحديثة، فالواقع يقول ان اصوله التي اوجدته باقية إلى يومنا هذا وستبقى ما بقيت الحروب، وليس أدل على هذا ما فعلته ( داعش) والمحسوبة على الإسلام ظلماً وزوراً من استباحة النساء والأطفال في بلدنا وعرضهم للبيع في سوق النخاسة القديم الجديد وتزويجهن قسراً، ولا يزال أطفال السبايا يطلقون عليهم (أطفال داعش) ولم تعرف لهم هوية بلد ينتمون اليه، ولا تزال شاشات التلفاز تنقل لنا عن آباء يعرضون أولادهم للبيع أو جزء من أجسادهم نتيجة الفقر وظروف الحياة المريرة ولا تزال البحار تطفو عليها يومياً أجساد بني البشر نتيجة تهريبهم من بلدانهم البائسة إلى أخرى يحلمون فيها بحياةٍ كريمة لكل ما تقدم يأتي هذا البحث الموجز ليلقي الضوء على حقوق الانسان في ظل الإسلام ويبين الحكم الشرعي بمختلف مذاهبه لما يسمى بظاهرة (الاتجار بالبشر)، إن هذا العنوان لم يرد في مصادر الشريعة الإسلامية بهذا الاسم ولا في كتب التراث، لكن يمكن استخراجه من نصوص القرآن والسنة النبوية والتاريخ الإسلامي وتطبيقاته في أبواب الفقه الإسلامي والسبب لان الشريعة الإسلامية في جميع احكامها تتعلق بالإنسان مباشرةً فهو غاية التشريع، ولان التشريع الإسلامي في مجال حقوق الانسان يمتاز بالتطبيق العملي في الحياة.
ولأهمية البحث جاء بمبحثين: الأول عن تاريخ الرق والاستعباد لاهم الحضارات الإنسانية والديانات السماوية، وعن الانسان وحقوقه في ظل الدولة الإسلامية، أما المبحث الثاني: اشكال وصور الاتجار بالبشر وموقف الشريعة الإسلامية واحكامها منه 

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
إياد حميد إبراهيم. (2022). ظاهرة الاتجار بالبشر ( رؤية فقهية إسلامية معاصرة ). مجلة ميسان للدراسات القانونية المقارنة, 1(4), 174–202. https://doi.org/10.61266/mjcls.v1i4.74
القسم
المقالات